الاثنين، 3 ديسمبر 2012

الاستاذ زهير صالح داود جلميران وجهوده التربوية والادارية والثقافية




    الاستاذ زهير صالح داود جلميران  وجهوده  التربوية والادارية والثقافية
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث -العراق
     قرأت له في مجلة النبراس التي كانت تصدرها المديرية العامة للتربية –محافظة نينوى ، وعرفته عندما كنت اعمل مديرا لثانوية فتح في الشورة اواخر الستينات من القرن الماضي ، وتوثقت علاقتي به وبالاستاذ خيري جليميران عندما كلفني الاستاذ خيري جليميران  بمراجعة الكتاب الذي اعده الاستاذ عن "ال جليميران "   .
      كان الاستاذ زهير جليميران فوق كونه مربيا  فاضلا ، اداريا  متميزا  عمل مديرا للملاك الثانوي خلفا للصديق الاستاذ مؤيد شندالة . ومن حسن الحظ كانت علاقتي بهما طيبة ورائعة مع ان شكاوى المدرسين والمدرسات من مسؤولي الملاك في التربية لاتقف عند حد ، فالجميع يريد ان تلبى طلباته حتى لو كان ذلك على حساب المستوى العلمي والتربوي ومع هذا فارضاء الناس غاية لاتدرك .
      الاستاذ زهير جليميران من اسرة ال جليميران العريقة في الموصل . وهي اسرة اهتمت بالتجارة ابا عن جد ، واشتهر منها تجار وسياسيون وصحفيون ومربون وكان الاستاذ حمدي جليميران واحدا من البارزين في الاسرة ولي عنه مقال بعنوان : "حمدي جليميران والوطنية الاقتصادية في العراق " .ال جليميران كما جاء في الكتاب الذي اشرت اليه اصلهم من الشام ، وقد استقر بعضهم في الموصل وبغداد وكان لاحد اجدادهم كما يقول الاستاذ عماد غانم الربيعي في كتابه :" بيوتات موصلية " اربعون فارسا بمعنى انه كان بحسب النظام العسكري العثماني قبل تأسيس الجيش النظامي ان يقدم للدولة عند حربها مع اية دولة 40  فارسا مسلحا مع كل تجهيزاته .وقد حصل جدهم علي سنة 1743 على لقب مير ميران اي امير الامراء .
    وسرعان ما انخرط بعض افراد هذه الاسرة في التجارة ، وكانت لهم صلات تجارية مع الهند وبلاد الشام ، وعملوا في تجارة الصوف والاغنام والاخشاب والاقمشة ، وبرز منهم في العهد العثماني فضلا عن المرحوم حمدي جليميران الاقتصادي الوطني والسياسي والصحفي ، وأحد مؤسسي غرفة تجارة الموصل ، والنائب في البرلمان خلال العهد الملكي والمدافع عن الموصل وهويتها العربية الصحفي قاسم جليميران صاحب " جريدة اظهار الحق " التي اصدرها في البصرة باللغتين التركية والعربية سنة 1909 . كما اشتهر توفيق جليميران وكيل احدى شركات النقل التجاري . والف الاستاذ سالم جليميران بعض الكتب منها كتابيه : "شخصيات اثرت في حركة التاريخ و" رجلان وست نساء " .أما الاستاذ خيري فقد كان اداريا امنيا من الطراز الاول قدم العديد من الدراسات والبحوث في حقل تخصصه وكان يشغل مناصب مهمة في وزارة الداخلية  العراقية .
      الاستاذ زهير جليميران من مواليد مدينة الموصل سنة 1939  نشأ في الموصل ودرس في مدارسها وسافر الى بغداد ودخل قسم اللغة العربية بكلية الاداب –جامعة بغداد وتخرج بعد حصوله على البكالوريوس سنة 1960 .كتب عنه الاستاذ الدكتور عمر الطالب في موسوعته "موسوعة اعلام الموصل في القرن العشرين " قائلا ان الاستاذ زهير جليميران شغل مواقع تربوية كثيرة منها :1-مدرس متوسطة حمام العليل 1960، 2-مدرس متوسطة الضواحي1964، 3-مدرس المتوسطة المركزية 1965، 4-مدرس الإعدادية المركزية 1967، 5-مسؤول المتابعة في وحدة الإشراف التربوي 1975، 6-مسؤول الشعبة الفنية للتعليم الثانوي 1977، 7-مدير الملاك في المديرية العامة للتربية  1982-2003 في محافظة نينوى. واضاف ان له اسهامات عديدة منها اجتيازه دورات تخصصية عديدة في مركز وزارة التربية بتفوق والحصول على درجة امتياز فيها جميعاً. والمشاركة في دورة الإحصاء التربوي في الكويت عام 1981.
  كان له دور في تحرير مجلة "الكاتب " التي كانت تصدرها  الاعدادية المركزية  للبنين في الموصل وكلن الى جانبه في هيئة التحرير الاستاذ وعد الله ابراهيم  أحمد والاستاذ صلاح الدين عزيز .اما في الاشراف الفني فكان الاستاذ عبد الحميد الحيالي رحمه الله ، والاستاذ ماهر حربي ، وفي الخطوط فاروق شيت  وجاء في ترويستها انها " مجلة نصف سنوية تصدرها لجنة الشؤون الادبية في الاعدادية المركزية للبنين " وقد صدر العدد الاول سنة 1968 ولدي منها اربعة اعداد منها العدد الرابع الذي صدر في كانون الاول سنة 1973  ورأيت له فيها عدد من المقالات   منها مقاله الجميل في العدد الثاني شباط 1972 "حديث مع الادباء "  وهو عبارة عن حوارات مع عدد من الادباء العرب الذين شاركوا في مهرجان ابي تمام في الموصل ومنهم الناقد رجاء النقاش، وشاعر اليمن الكبير عبد الله البردوني ، ومقال بعنوان :" العامية بين أنيس فريحة ومحمود تيمور " نشر في العدد الثالث الصادر في كانون الثاني 1972 .
    كما حرر وأشرف على طبع " مجلة النبراس"  التي أصدرتها المديرية العامة للتربية في محافظة نينوى وكانت مجلة رصينة قيمة حظيت بتقدير الاوساط التربوية والثقافية الموصلية والعراقية وكانت له فيها مقالات وحوارات واتذكر انه كان قد اجرى عدد من الحوارات فيها مع رواد حركة التربية والتعليم في الموصل ومنهم  الاستاذ عبد الرحمن صالح والاستاذ زكي على الداؤود  والاستاذة رمزية الخيرو .
    بوركت جهود الصديق الاستاذ زهير جليميران ودعائي له بالعمر المديد والصحة والبركة والسعادة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...